نُحْيِي في السّادسِ من أيّارَ من كلِّ عامٍ عيدَ الشُّهداءِ، أكرمِ مَنْ في الدُّنيا وأنبلِ بني البشرِ، الذينَ اجتمعَتْ فيهم الرُّجولةُ والبطولةُ والوفاءُ والإخلاصُ، والعطاءُ والتَّضحيةُ والكبرياء.
إنَّ الشَّهادةَ هي العنوانُ الأسمى لمواكبِ المجدِ، اختارها رجالٌ صدقوا ما عاهدوا اللـهَ عليهِ، وبذلوا الأرواحَ الطّاهرةَ في سبيلِ حرِّيَّةِ الوطنِ وسيادتهِ، ودفاعاً عن الشَّعبِ وكرامتهِ وعنفوانهِ، فاستحقُّوا القداسةَ في السَّماءِ وعلى الأرض.
لقد تحوَّلَتْ جثامينُ الشُّهداءِ المُعَلَّقَةُ على المشانقِ في السّادسِ من أيّـارَ في دمشقَ وبيروتَ إلى مناراتٍ شامخةٍ، أنارتِ الدَّربَ للجماهيرِ العربيَّةِ؛ فنالَتْ حرِّيَّتَها، واستعادَتْ كرامتَها، وبعدَها استمرَّتْ معاركُ الحقِّ ضدَّ الباطلِ، استمرَّتْ في مواجهةِ الاحتلالِ الغربيِّ، وتلاهُ الاحتلالُ الصّهيونيُّ الغاشم.
نحنُ اليومَ مع جماهيرِ أُمَّتِنا العربيَّةِ وجماهيرِ شعبِنا العربيِّ الفلسطينيِّ مازلنا متمسِّكينَ بمدرسةِ الشَّهادةِ
أو النَّصرِ؛ والشَّهادةُ أوَّلًا لأنَّها الطَّريقُ إلى النَّصرِ، وهي المدرسةُ التي نالَتْ كلَّ التَّكريمِ والتَّقديرِ في ظلِّ رايةِ
القائدِ المؤسِّسِ حـافـظ الأســد – طَيَّبَ اللـهُ ثـراهُ – وستبقى راسخةً حتّى تحقيقِ النَّصرِ والتَّحريرِ في ظلِّ رايةِ العزَّةِ والكرامةِ؛ رايةِ القائدِ الرَّمزِ السَّيِّد الرَّئيس المفدّى بـشـار حـافـظ الأســد ، فهي الطَّريقُ المقدَّسُ الذي اختارهُ رجالُ المقاومةِ الوطنيَّةِ في لبنانَ، فأنجزوا التَّحريرَ المشرِّفَ، واختارهُ رجالُ فلسطينَ الأشاوسُ، فأَلْبَسُوا العدوَّ الصّهيونيَّ ثوبَ الذُّلِّ والعارِ، وسيتمُّ كَنْسُهُ عن أرضِنا الطّاهرةِ ومُقَدَّساتِنا عاجلًا غيرَ آجلٍ بإذنِ اللهِ وهِمَّةِ الشُّرفاء.
إنَّ مرتبةَ الشَّهادةِ هي أعلى مراتبِ العطاءِ وأقدسُها، وهي أرقى معاني الإيثارِ والتَّضحيةِ، وأسمى معاني الحبِّ والشَّجاعةِ والإقدامِ، ولذلكَ فإنَّنا نُعَبِّرُ عن فَخْرِنا بعطاءاتِ شهدائِنا الأبرارِ؛ معاهدِينَ أرواحَهُم الطّاهرةَ أن نسيرَ على دربهِم، معتبرينَ أنَّ دماءَهُم أمانةٌ في أعناقنِا، محافظينَ على شرفِ الأمَّةِ وكرامتِها، مدافعينَ عن الوطنِ ومُقَدَّساتهِ، جاهزينَ دوماً لبذلِ الغالي والنَّفيسِ لتبقى رايةُ الوطنِ عزيزةً خَفّاقةً، ولترفرفَ الرّايةُ العربيَّةُ، رايةُ النَّصرِ المؤزَّرِ فوقَ كلِّ شبرٍ من أرضِنا الفلسطينيَّةِ المقدَّسةِ من النَّهرِ إلى البحر.
المجد والخلود للشُّهداء الأبرار
** وإنَّنــــــــــــا لعائــــــــــــدون **
رئاسة هيئة أركان جيش التَّحرير الفلسطينيّ